الرئيسية / الشرق الأوسط وشمال إفريقيا / الشرق الأوسط / فلسطين/إسرائيل / لماذا يدعو الشيوعيون إلى “الانتفاضة حتى النصر”!

لماذا يدعو الشيوعيون إلى “الانتفاضة حتى النصر”!

يتعرض الشيوعيون في بريطانيا للهجوم من قبل الصحافة الرجعية بسبب رفعهم لشعار “الانتفاضة حتى النصر!”. وفي مواجهة الأكاذيب والافتراءات التي نتعرض لها، ننشر في ما يلي ردنا الذي يوضح التراث الحقيقي للانتفاضات، باعتبارها مصدرا للدروس والإلهام للثوريين في جميع أنحاء العالم.

نشرت صحيفة The Telegraph الرجعية، الناطقة بلسان الطبقة السائدة البريطانية، مؤخرا مقالتين (1. 2) تهدفان إلى تشويه تجمعاتنا الماركسية بتهمة “التعاطف مع الإرهاب”، وأكدت إلى أنه على الدولة البريطانية أن تسكتنا بسبب رفعنا لذلك الشعار.

جاء في أحد المقالات: “يواجه التجمع الماركسي في جامعة راسل الحل بعد قيام أعضاءه بوضع ملصقات مناهضة لإسرائيل”. وأضاف أن الملصقات “تدعو إلى العنف”.

يزعم المقال، نقلا عن مجموعة محلية مؤيدة للصهيونية، أن “الطلاب اليهود” (المقصود بـ”الطلاب اليهود”، بالطبع، فقط هؤلاء الذين تهتم صحيفة التلغراف بالتحدث معهم) أدانوا هذا باعتباره “دعوة مستترة للعنف”. وإلى جانب ذلك، تقتبس الصحيفة تهديد وزيرة التعليم، جيليان كيغان، بإصدار أحكام بالسجن لمدة 14 عاما على أي شخص “يمجد” الإرهاب.

إن ممارسة التلغراف لما يسمى “الصحافة” هي دعوة، مبنية على الأكاذيب والافتراء، لفرض الرقابة والقمع. إنها محاولة لإسكات أولئك الذين يجرؤون على إلقاء اللوم في هذه الحرب بشكل مباشر على بنيامين نتنياهو، والطبقة السائدة الصهيونية، والإمبرياليين الغربيين الذين سارعوا للدفاع عنهم

تهدف كلتا مقالتي صحيفة التلغراف بهذا التعريض إلى تشويه المعنى الحقيقي لـ”الانتفاضة”. يسعى هؤلاء الصحفيون إلى تلفيق تهمة “الإرهاب” و”تأييد حماس” للانتفاضة ولكل المقاومة الفلسطينية.

لقد حاولت الطبقة السائدة دائما الربط بين الثورة وبين إراقة الدماء. لكننا ندافع عن التراث الحقيقي للانتفاضة، والتي تشكل مصدر إلهام ودروس للثوريين.

الانتفاضة الأولى

أصيبت الطبقة السائدة بالذهول بفعل الأخبار التي وردت من فلسطين يوم 07 دجنبر 1987. فبعد عشرين عاما من الاحتلال العسكري الإسرائيلي المباشر، منذ عام 1967، ظهرت الجماهير الفلسطينية على مسرح التاريخ، بعد مقتل أربعة من سكان غزة على يد سائق شاحنة إسرائيلي.

كان ذلك العمل الإرهابي ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء ممارسة شائعة، وما تزال كذلك. لكن تلك المرة، وكما هو الحال مع جميع الحركات الثورية، كان قد تم الوصول إلى نقطة لم يعد خلالها الشعب قادرا على أن يتحمل أكثر.

لم تنجح الأساليب المعتادة في قمع احتجاجات الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بالرصاص. وسرعان ما تحطم الافتراض المتعجرف للطبقة السائدة الإسرائيلية بأن الأمور قد حسمت بين المضطهِد والمضطهَد. اندلعت الانتفاضة. وكانت على عكس أي شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية من قبل.

لم تأت قوة الانتفاضة الأولى من الهجمات الصاروخية أو المؤامرات خلف الكواليس. كلمة “الانتفاضة” تشير إلى النهوض الشعبي ضد الاضطهاد. لقد كان الطابع الجماهيري للحركة هو الذي منحها قوتها. لقد انتفض جميع سكان فلسطين لمقاومة الاحتلال.

في غضون أسابيع قليلة، تم تشكيل عشرات الآلاف من اللجان ذاتية التنظيم لمقاومة كل جوانب الحكم الإسرائيلي. لن يكون من الخطأ القول إن سنوات الانتفاضة الأولى مثلت الحركة الأكثر ديمقراطية التي شهدتها فلسطين على الإطلاق.

انتشرت “اللجان الشعبية” في جميع أنحاء فلسطين التاريخية، حيث تولى الشباب والشابات المسؤوليات اليومية لتحدي الاحتلال. تم تنظيم توزيع الغذاء والرعاية الصحية والاحتجاجات والدفاع الذاتي من طرف الجماهير نفسها.

أدى النضال المفاجئ والمستمر إلى إضرابات عامة وإضرابات المحلات التجارية وحواجز على الطرق. كان العصيان المدني يسري في عروق الانتفاضة الأولى. حركة رفض دفع الضرائب الشهيرة في بيت ساحور -حيث رفض الفلسطينيون دفع الضرائب التي فرضتها السلطات الإسرائيلية لتمويل تشويه وقتل أطفالهم- قوضت تماما الرواية الإسرائيلية القائلة بأنهم يتعاملون مع “إرهابيين”.

تم إعلان “مناطق محررة” في القرى والبلدات ومخيمات اللاجئين الفلسطينية، حيث كان الشباب الفلسطيني يطردون الجيش الإسرائيلي وذيله بين أرجله. كان جنود الانتفاضة، وهم صبية صغار لم يختبروا أي شيء سوى الحياة تحت الاحتلال، مسلحين بالعصي والحجارة وهم يقاتلون ضد الآلة العسكرية الإسرائيلية.

أحدث هذا صدى مميزا في جميع أنحاء العالم: معركة حقيقية بين داود وجالوت، حيث كان الشباب الفلسطيني يمسكون بالمقلاع.

سيطر الشباب على الأحياء؛ وأغلق أصحاب المتاجر محلاتهم؛ ورفضت الطبقة العاملة الفلسطينية العمل في إسرائيل. لقد أصبحت الانتفاضة بمثابة دعوة واضحة للتغيير من جانب المضطهَدين والفقراء في المنطقة.

انفجر الغضب والإذلال المتراكمين لدى الشعب الفلسطيني، وكانت لذلك عواقب جدية على المنطقة ككل. امتد التضامن إلى شوارع الدول العربية. وبدأ نضال الفلسطينيين يتردد صداه داخل إسرائيل نفسها، مع بداية فئة صغيرة، لكن مهمة، من الطبقة العاملة والشباب اليهود في التعبير عن تضامنها.

حتى أن القمع الوحشي بدأ يهز جنود الجيش الإسرائيلي الشباب، الذين أصبحوا ينفرون من الاحتلال. كما ظهرت انقسامات حادة داخل المستويات العليا للقيادة العسكرية الإسرائيلية. وهذا ما لخصه الجنرال أور، القائد الأعلى السابق للجيش الإسرائيلي حيث قال: “نحن جميعا متفقون على أن الاحتلال يجب أن ينتهي، لأن الإبقاء عليه يشكل خطرا أكبر بكثير على أمننا من إنهائه”.

فقد الصهاينة السيطرة على الوضع. وهذا ما يقلق الامبرياليين الغربيين من الدعوة إلى الانتفاضة. السبب على وجه التحديد هو أنه لا علاقة لها نهائيا بالإرهاب. لقد أظهرت للجماهير الفلسطينية، في الواقع، أنه يجب عليها أن تكون في طليعة نضالها. لقد أظهرت لها أين تكمن القوة الحقيقية في المجتمع وهددت بتعليم هذا الدرس لعمال جميع أنحاء المنطقة أيضا.

لقد هزت الانتفاضة بقوة الأسس التي يقيم عليها الصهاينة حكمهم، وما تزال أساليبها هي السبيل الوحيد للمضي قدما بالنسبة للمضطهَدين والفقراء. لقد كانت، وما تزال، الطريقة الأكثر فعالية للنضال من أجل التحرير الدائم للجماهير الفلسطينية المضطهَدة.

جوقة المنافقين

أما أولئك الذين يساوون، بوقاحة الجهل، بين الانتفاضة وحماس، فإننا نعيدهم إلى السجل التاريخي. فحماس في البداية تم تمويلها من طرف أجهزة الأمن الإسرائيلية، وتحت إشراف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والترويج لها على وجه التحديد من أجل ضرب التيارات الاشتراكية والعلمانية القوية في حركة التحرر الفلسطينية.

وكما كتبت صحيفة هآرتس مؤخرا، فقد استمر نتنياهو في الترويج لحماس لتحقيق أهدافه الكلبية. وقد ترك مساعد نتنياهو، غيرشون هكوهين، هذه الحقيقة تفلت من لسانه في مقابلة تلفزيونية عام 2019، حين قال: “نحن بحاجة إلى قول الحقيقة. استراتيجية نتنياهو هي منع خيار الدولتين، ولذلك فهو يحول حماس إلى أقرب شريك له. حماس عدوة في العلن، لكنها حليفة في السر”.

لقد كان هذا واقعا معروفا طيلة عقود من الزمن. وربما يتعين على وسائل الإعلام البريطانية أن تسأل المسؤولين الإسرائيليين عما إذا كانوا هم في الواقع من يدعمون حماس.

أما أولئك الذين يحاولون تجريم شعار “الانتفاضة حتى النصر”، فنلفت انتباههم إلى كلمات المدعي العام الإسرائيلي ما بين 1993-1996، مايكل بن يائير، حين قال:

“الانتفاضة الفلسطينية هي حرب تحرر وطني. لقد اخترنا نحن الإسرائيليون بتصميم أن نصبح مجتمعا استعماريا، بتجاهل المعاهدات الدولية، وبمصادرة الأراضي، ونقل المستوطنين من إسرائيل إلى الأراضي المحتلة، والانخراط في السرقة، وإيجاد مبرر لكل هذه الأنشطة”.

هناك القليل مما يمكن أن نضيفه هنا.

العنف مِن قِبل مَن؟

صحيح أنه كانت هناك أعمال عنف خلال الانتفاضة الأولى.

لقد استخدمت الدولة الإسرائيلية أساليب عنيفة للغاية لوضع حد للانتفاضة الشعبية. لقد قُتل أكثر من ألف فلسطيني، من بينهم 237 طفلا تحت سن السابعة عشرة. وقد كان نتنياهو نفسه قد صرح، قبل أن يتولى منصبه الحالي، في عام 1987، بأنه يجب على الجيش الإسرائيلي أن يطلق النار لقتل راشقي الحجارة. وفي ذلك الوقت كان يشغل منصب سفير إسرائيل لدى تلك “المؤسسة الإنسانية” العظيمة: الأمم المتحدة.

إسحاق رابين، وزير الدفاع الذي صافح عرفات لاحقا في حديقة البيت الأبيض خلال اتفاقيات أوسلو، صار مشهورا بسياسة “العظام المكسورة” تجاه حركة الشباب.

كانت عمليات الترحيل والمداهمات والاستيلاء على الممتلكات والتهديدات من جانب جهاز الشين بيت (أجهزة الأمن الإسرائيلية) هي أساليب الرد الإسرائيلية المعتادة على النضال الفلسطيني.

تشير التقديرات إلى أن اثنين من كل خمسة ذكور فلسطينيين فوق سن 15 عاما في الأراضي المحتلة تعرضوا للسجن خلال الفترة ما بين 1987-1993. وتم احتجاز 40 ألف شخص رهن الاعتقال الإداري، واعتقلوا كرهائن دون محاكمة أو لائحة اتهام.

كانت معسكرات أنصار في إسرائيل تعج بالسجناء السياسيين، وأصبحت تعرف باسم “معسكرات الموت البطيء”. كان التعذيب الجسدي والنفسي ممارسة روتينية. كان السجناء يحبسون في غرف العزل، مع وضع كيس فوق رؤوسهم، وتقييد أيديهم، وإجبارهم على البقاء واقفين. وكانت الأساليب الوحشية -التي تحاكي الانتهاكات التي شهدناها فيما بعد في معسكر أبو غريب التابع للولايات المتحدة أثناء حرب العراق- شائعة.

بطبيعة الحال، لا يذكر أعداؤنا أي شيء من هذا. كل أولئك الذين يرفعون أصواتهم ويصرخون بشأن “التحريض على العنف” في الجامعات يتجاهلون عمدا من يرتكب العنف الحقيقي ولأي غرض. إن ازدواجية المعايير عندهم أمر مفهوم. فمن خلال اصطفافهم خلف الطبقة السائدة الإسرائيلية، يبررون إراقة الدماء التي يقوم بها نظام مجرم ومرتكب للإبادة الجماعية.

هؤلاء السيدات والسادة يذرفون دموع التماسيح بينما يتم قصف المستشفيات، ومع ذلك يظلون متعنتين في وقوفهم إلى جانب النظام الإسرائيلي. فلا عجب إن الملايين لا يثقون في كلمة واحدة يقولونها أو يصدقون العناوين الرئيسية التي يطبعونها.

المأساة

لقد فتحت الانتفاضة الأولى وضعا غير مسبوق حقا. أصبح الوضع غير مستقر إلى درجة أن الإمبريالية الأمريكية مارست الضغوط على الطبقة السائدة الصهيونية لتتصنع القبول بـ”حل الدولتين”. كان لا بد من القيام بكل شيء لمنع حدوث ثورة واسعة النطاق.

وقد كانت القيادة الفلسطينية “الرسمية” بدورها قلقة من خطر اندلاع الثورة. عندما اندلعت الانتفاضة الأولى، كان قادة منظمة التحرير الفلسطينية متمركزين في تونس. كانت الانتفاضة حركة عفوية بالكامل، وأنشأت قيادتها الخاصة في فلسطين والتي كانت خارجة عن سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية.

ياسر عرفات، الذي كان يترأس منظمة التحرير الفلسطينية، كان ينظر إلى الصراع من خلال عدسة قومية بحتة. لم يكن لديه أي منظور لثورة اشتراكية في الشرق الأوسط. بالنسبة للقيادة الفلسطينية الرسمية، كان الحراك الشعبي العفوي قد خرج عن سيطرتها، فحرصت على المناورة للوصول إلى قيادته وكبح جماحه.

بالتالي، كان بإمكان الصهاينة الاستفادة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية.

وكانت النتيجة -في شكل اتفاقيات أوسلو عام 1993- بمثابة إهانة لكل ما ناضل الفلسطينيون من أجله. ومع إنشاء السلطة الفلسطينية، خضعت الحركة القومية الفلسطينية لاختبار قاس، وفشلت.

استخدم عرفات سلطته الشخصية من خلال الاعتماد على نضالية الجماهير الفلسطينية. لقد تاجر بها كورقة مساومة مع إسرائيل، بينما كان يقمع المعارضة الداخلية. إن المصافحات ومؤتمرات القمة وخرائط الطريق ووجبات العشاء في المنتجعات الفاخرة، ومعاهدات السلام التي شاركت فيها “القيادة” الفلسطينية، كانت تعني شيئا واحدا: الخيانة.

بين عامي 1993 و2000، تضاعف عدد المستوطنين تقريبا في الضفة الغربية، من 110.900 إلى 190.206. استهزأت إسرائيل بجميع التزاماتها الرئيسية المنصوص عليها في أوسلو. ونظر الملايين بحق إلى استمرار الاحتلال على أنه الثمرة المرة لـ “عملية السلام”.

وعندما زار أرييل شارون، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، مجمع المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة في عام 2000، كانت تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للفلسطينيين. وأدى ذلك الاستفزاز الصارخ إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.

بدأت هي بدورها انتفاضة شعبية عفوية للفلسطينيين. كل ما وعد به عرفات ورفاقه كان قد تبخر في الهواء. فعلى أساس الرأسمالية لا يمكن تحقيق السلام والرخاء المشترك بين الشعوب.

لكن الافتقار إلى قيادة ثورية حقيقية أحبط فرصة إنهاء الاحتلال من خلال توجيه نداءات طبقية إلى جميع الفقراء والمضطهَدين في المنطقة للانتفاض. اتسمت الانتفاضة الثانية، من نواحٍ عديدة، بالمرارة واليأس.

لم تقدم قيادات فتح وحماس ـالتي كان نجمها يصعدـ أي مخرج. فبدلا من النضال الجماهيري، كما كان تقليد الانتفاضة، تحولوا بشكل متزايد نحو أساليب التفجيرات والهجمات الصاروخية، التي همشت دور الجماهير ولم تتمكن من هزيمة الاحتلال. وفي النهاية، وافقت قيادة فتح والسلطة الفلسطينية، بموجب “خارطة الطريق للسلام” التي وضعها جورج بوش، على إنهاء الأعمال المسلحة، والاضطلاع مرة أخرى بدور المتعاونين مع الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

كان صعود حماس خلال تلك السنوات نتيجة مباشرة لاستسلام السلطة الفلسطينية الفاسدة لإسرائيل. هذه هي مأساة الانتفاضة.

لقد تم إهدار فرصة الإطاحة بالطبقة السائدة الصهيونية وكل الدكتاتوريين في الشرق الأوسط المسؤولين عن محنة الفلسطينيين. لكن هذه بالتأكيد لن تكون الفرصة الأخيرة.

انتفاضة حتى النصر!

بعد مرور ثلاثين عاما على أوسلو، ليس من المستغرب أن الشباب الفلسطيني يتطلعون إلى دروس التاريخ بحثا عن طريق للمضي إلى الأمام. إن احتمال نشوب حريق أكبر بكثير في المنطقة بأكملها، على يد أولئك المضطهَدين تحت نير الإمبريالية، واضح للجميع.

تقدم الانتفاضة قبل كل شيء درسين مهمين: الدرس الأول هو أن جماهير المنطقة تمتلك قوة هائلة عندما تنهض للنضال، إنها القوة الوحيدة القادرة على إسقاط الصهيونية والإمبريالية. والدرس الثاني هو أن القيادة عامل حاسم، فمن أجل تحويل تلك القوة من إمكانية إلى واقع، يجب بناء قيادة اشتراكية ثورية.

كان الإضراب العام الفلسطيني في ماي 2021 -والذي أطلق عليه اسم “انتفاضة الوحدة”- خطوة في اتجاه النضال الجماهيري. فقط من خلال النضال الثوري ضد الأنظمة في المنطقة بأكملها -انتفاضة جديدة- سيتم تحرير الجماهير من أغلال الإمبريالية.

لقد تعرضنا للهجوم لاستخدامنا شعارا لا نعتذر عنه. سنواصل استخدام كل أشكال الظلم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني للتنديد بطبقتنا السائدة المنافقة. سنواصل تنظيمنا في المدارس والجامعات وأماكن العمل للإطاحة بالرأسماليين والإمبرياليين.

نحن نرفض تماما الاتهام بأن شعارنا يمثل تهديدا لليهود في بريطانيا. إن النضال من أجل إسقاط الدولة الصهيونية هو السبيل الوحيد لإنهاء العداء بين الشعوب في فلسطين التاريخية.

نقول لأعدائنا بوضوح: نحن الشيوعيون نقف إلى جانب المضطهَدين ضد المضطهِدين. هذا هو الواجب الأساسي لكل من يناضل من أجل عالم خال من الحروب والقمع والاستغلال. ولذلك فإننا لن نقبل المواعظ الأخلاقية من أولئك الذين يبررون عنف الدولة الإسرائيلية، أو من وسائل الإعلام الممولة من أصحاب الملايير والتي أيديها ملطخة بالدماء.

سوف نستمر نحن الشيوعيون، التيار الماركسي الأممي، في الدفاع عن التراث الثوري للانتفاضة الفلسطينية، وسنرفع بجرأة الشعار في كل فرصة: الانتفاضة حتى النصر!

خالد ملاخي

19 أكتوبر/تشرين الأول 2023

ترجم عن موقع الدفاع عن الماركسية:

Why the communists call for ‘Intifada until victory!’