يعود تيد غرانت بذاكرته إلى تجربته خلال سنوات الأربعينيات ويشرح لماذا كان قادة الأممية الرابعة عاجزين عن التعامل مع الوضع. كما يشير إلى الوضع الصعب الذي برز بعد الحرب ولماذا كان من الضروري طرح منظور جديد.
سؤال: سنة 1946، قدم الحزب الشيوعي الثوري سلسلة من التعديلات المفصلة (كنت أنت من كتبها) على بيان الأممية الرابعة. ماذا كانت أسس الاختلافات؟
تيد غرانت: لقد كان هناك عدد كبير من نقاط الاختلاف الجوهرية. فبعد موت العجوز1، وجد قادة الأممية الرابعة أنفسهم تائهين تماما. لقد تبنى ماندل، بابلو، فرانك، هانسن وآخرون موقفا يسراويا متطرفا. لقد كانوا يرددون الكلام الذي قاله تروتسكي سنة 1938، دون أن يستوعبوا طريقته، ونتيجة لذلك وقعوا في الارتباك.
سؤال: ما هي جذور أخطائهم؟
تيد غرانت: لقد أسفرت الحرب العالمية الثانية عن نتائج لم يكن من الممكن توقعها حتى من طرف الماركسي العظيم، لكن ليس تروتسكي وحده هو من عجز عن توقع ما ستسفر عنه الحرب، بل كذلك هتلر وتشرشل وروزفلت وستالين. أن الحرب العالمية الثانية كانت معركة كبيرة بين الجيش الأحمر وبين هتلر- الذي كانت كل ثروات أوروبا في يده. ولقد أدى انتصار الاتحاد السوفيتي إلى تقوية الستالينية طيلة مرحلة تاريخية كاملة، في الوقت الذي عمل فيه الإصلاحيون والستالينيون على إنقاذ الرأسمالية في أوروبا.
كل هذا وضع الأسس لانتعاش الاقتصاد الرأسمالي الذي تطور، وفيما بعد إلى ازدهار اقتصادي هائل. هذا يعني أن قوى التروتسكية كانت تعيش وضعا حرجا، لأن الإصلاحية والستالينية تقوتا. وقد ازدادت الأوهام حول الستالينية رسوخا، بعد انتصار الثورة الصينية سنة 1949 وإسقاط الرأسمالية في أوروبا الشرقية، ولو بطريقة مشوهة بيروقراطيا.
من جهة أخرى، كان الطريق نحو العمال الإصلاحيين مغلقا أمامنا هو كذلك. فلقد مكن الازدهار الاقتصادي القادة الإصلاحيين من تحقيق إصلاحات هامة. كانت حكومة حزب العمال في بريطانيا آنذاك هي الحكومة العمالية الوحيدة التي أنجزت فعلا برنامجها في تاريخ الحزب، لقد كانت هنالك أوهام كبيرة في صفوف العمال وكنا نحن معزولين.
كانت قيادة الفرع البريطاني للأممية الرابعة (الحزب الشيوعي الثوري) قد استخلصت انه بسبب هذه التطورات فان المنظورات التي سطرها تروتسكي سنة 1938، قد كذبها التاريخ مما يفرض ضرورة تسطير منظور جديد يأخذ بعين الاعتبار جميع تلك التطورات. لكن من كانوا يطلقون على أنفسهم قادة الأممية الرابعة لم يتمكنوا من رؤية كل هذا.
سؤال: ماذا كان منظورهم؟
تيد غرانت: لقد كانوا يساريين متطرفين جدا. لقد كانوا يعتقدون أن الثورة موجودة على مرمى حجر وحاولوا أن ينكروا حدوث أي انتعاش اقتصادي، في الوقت الذي كان يجري أمام عيونهم. لقد كانوا يتحدثون عن الانهيار الاقتصادي، بينما قلنا نحن أنه، على العكس من ذلك، سوف تشهد الرأسمالية – لعدة أسباب ذكرتها لاحقا في وثيقة “will there be a slum?” – انتعاشا اقتصاديا، رغم أن لا أحد منا توقع أن يطول ذلك الازدهار كل الفترة التي أمضاها.
ومن ثم لن يكون في إمكاننا، ولمرحلة من التاريخ، أن نحقق سوى مكاسب متواضعة. لقد كانت المهمة الأساسية هي تكوين الكوادر والحفاظ على قوانا والعمل على كسب المناضلين واحدا تلو الآخر، وربما كسب مجموعات صغيرة موجودة هنا وهناك والاستعداد لحدوث تغير في الأوضاع.
لكن ماندل وبابلو وشركائهما لم يقبلوا بالوقائع. لقد أنكروا إمكانية قيام أنظمة الديمقراطية البرجوازية وتوقعوا في المقابل قيام أنظمة بونابارتية (دكتاتورية). نحن عارضنا هذا الجنون، وأشرنا إلى وجود حكومة حزب العمال في بريطانيا، وإلى مشاركة الأحزاب الشيوعية في فرنسا وإيطاليا في الحكومة، حيث كانوا يطبقون سياسة رجعية طبعا، لكنها- كانت كما شرحنا- رجعية برداء ديمقراطي. غير أنهم لم يفهموا شيئا من كل هذا.
سؤال: هل ذهبتم للمشاركة في مؤتمر الأممية؟
تيد غرانت: في الحقيقة لم أكن قادرا على الذهاب لأنني لم أتمكن من الحصول على التأشيرة. ولكي أكون صريحا معك أقول أنني، على كل حال، لم أكن متحمسا للذهاب، لأنني كنت أعرف كيف تسير الأمور هناك. لذا أرسلنا جوك هاستن (Jock Haston) وجيمي دين (Jimmy Dean).
سؤال: ماذا كان إنطباعهم؟
تيد غرانت: لقد صدموا. وعندما عادواإلى لندن قالوا في تقريرهم أنه كان الجنون عينه – خليط من التطرف اليسراوي والانتهازية. لقد أصيبوا بالإحباط الشديد بسبب قادة الأممية: بابلو، ماندل، بيير فرانك والآخرين. كان قد سبق لي أن اصطدمت مع فرانك سنة 1945، عندما حضر مؤتمر الحزب الشيوعي الثوري. إنه لم يكن يفهم أي شيء وهذا ما كان تروتسكي يدركه تماما، وقد قال أنه لا يجب السماح لفرانك بالانضمام إلى الأممية الرابعة، لكنهم وضعوه في سكرتارية الأممية.
سؤال: هل كان الرفاق البريطانيون يجدون أي دعم؟
تيد غرانت: لقد كنا نجد بعض الصدى، لكن الأغلبية كانت إلى جانبهم طبعا. لقد كانوا يكرهون الحزب الشيوعي الثوري لأننا كنا نفكر لأنفسنا ولم نكن نأخذ بحماقاتهم. إنهم لم يكونوا قادرين على مصارعتنا بالحجج السياسية لذا التجئوا إلى استعمال المكائد التنظيمية والمناورات ضدنا. وهذا ما يؤدي إلى موت المنظمة الثورية.
سؤال: هل كانت هناك أي تيارات معارضة أخرى؟
تيد غرانت: في حزب العمال الاشتراكي الأمريكي كانت هناك مجموعة متحلقة حول فليكس مورو وألبرت غولدمان. كانت مواقفهم أفضل من مواقف كانون وهانسن، لكنهم ارتكبوا، هم أيضا، بعض الأخطاء لذا لم ندعمهم. إلا أن كانون اتهمنا بدعمهم وبالتدخل في الشؤون الداخلية لحزب العمال الاشتراكي. لقد كان من المضحك أن يأتي هذا الاتهام من كانون الذي كان دائما يتدخل في شؤون الفرع البريطاني!
سؤال: أي شكل اتخذته تلك المناورات؟
تيد غرانت: لم يكن في مقدورهم مطلقا أن يقنعوا قيادة الحزب الشيوعي الثوري ولا قواعده بأفكارهم لو استعملوا طريقة النقاش الديمقراطي والحجج السياسية. لذا التجئوا إلى دمية للقيام بالعمل القذر لصالحهم. هذه الدمية كان جيري هيلي. لم يكن لهذا الشخص أي موقف يخصه، بل كان يتصرف مثل زومبي “zombie” حقيقي، ينفذ الأوامر القادمة من باريس. لقد عمل على تشكيل مجموعة صغيرة حوله لكنهم لم يتمكنوا من إقناع الأغلبية أبدا. لقد كان دائما يتفق مع قيادة الأممية بـ 101%. في الواقع، كان هو البابلي2 الأصلي، إذ كان يتبع خط بابلو بشكل كامل. لكن هناك قانون يقول أنه إذا ما كان هناك من يتفق معك اليوم بـ 101%، فإنه سوف يختلف معك غدا بـ 101% وهذا ما حصل مع هيلي، إذ قطع لاحقا مع بابلو ودعم كانون ليقطع فيما بعد معه هو أيضا وفي النهاية اختلف معهم حول جميع المسائل. هكذا تسير الأمور مع مثل هؤلاء الناس!
سؤال: إذن، كيف تفسر انحطاط الأممية الرابعة؟
تيد غرانت: إن السبب دائما سياسي في نهاية المطاف. سنة 1946، كانت قيادة الأممية الرابعة يسراوية متطرفة سياسيا، “بالرغم من انه مع هؤلاء تكون اليسراوية دائما ممزوجة بعناصر انتهازية”. فيما بعد صاروا انتهازيين بشكل كامل، وهذا ما يحدث للأشخاص الذين لا يتبنون موقفا جدليا. لقد بدأ هؤلاء الأشخاص بالقول بأن كل كلمة قالها تروتسكي صحيحة، دون أن يفهموا جوهر طريقة العجوز.
عندما زار أحدهم – سام غوردون على ما أعتقد- بريطانيا سنة 1947، وناقشناه حول ما كتبه تروتسكي سنة 1938، حول أنه بعد عشر سنوات لن يبقى هناك حجر على حجر في صرح الأمميات القديمة “الأممية الاشتراكية والستالينية”، وأن الأممية الرابعة سوف تصبح القوة الحاسمة في العالم. رد علينا غوردون “لا تقلقوا، لم يبقى سوى عام واحد”. كان هذا هو مستوى فهمهم!
وفيما بعد، عندما صارت الوقائع واضحة أمام أعينهم، قفزوا 180 درجة واتخذوا الموقف المناقض، أي أن تروتسكي كان مخطئا على طول الخط، وانتهوا طبعا إلى تبني موقف تحريفي خالص. والنتيجة كانت هي الضياع الكامل.
سؤال: وكانت النتيجة في المسائل التنظيمية هي الزينوفييفية؟
تيد غرانت: لقد كانوا زينوفييفيين بشكل كامل، يعني هذا أنهم حاولوا استعمال الوسائل التنظيمية لحل المسائل السياسية. وهو الشيء الذي لم يلجا إليه العجوز ولا لينين مطلقا ولم نلجأ إليه نحن أيضا. إن اللجوء إلى تلك الممارسات يعني تدمير المنظمة. إن الحزب البلشفي في ظل قيادة لينين وتروتسكي كان الحزب الأكثر ديمقراطية في التاريخ. لم يخطر على بالهما قط أن يستعملا الوسائل التنظيمية ضد معارضيهما. لقد أدى هذا لاحقا إلى تدمير الحزب الشيوعي الثوري، وهو ما يتحمل قادة الأممية المسؤولية فيه، بالرغم من أنهم قاموا به عبر هيلي.
سؤال: هل يمكنك أن تعطينا مثالا على تصرفهم؟
تيد غرانت: هناك العديد من الأمثلة! لقد كانوا مواظبين على تدبير المكائد لنا، لأنهم لم يتمكنوا من إقناعنا سياسيا. استعملوا دميتهم لخلق انشقاق في صفوف الحزب الشيوعي الثوري. إنه لم يتمكن من تحقيق الأغلبية فعمل على الانشقاق. أتذكر أنه في إحدى المناسبات كان لدينا خلاف مع قيادة الأممية حول مسالة أوروبا الشرقية. كنا نحن قد رفعنا شعار انسحاب الجيش الأحمر من أوروبا الشرقية.
شن هيلي هجوما شرسا ضد “قيادة الفرع البريطاني المعادية للنزعة الأممية” وكنا تحريفيين إلى آخره من الاتهامات. فقمنا نحن ببعث برقية إلى باريس نستوضح فيها موقف الأممية من المسالة. كانوا هم قد راجعوا موقفهم السابق وتوصلوا إلى أنه لا يمكن الدفاع عنه، فردوا علينا برسالة يقولون فيها أنهم يساندون شعار انسحاب الجيش الأحمر.
لم نخبر نحن هيلي بالرسالة بل احتفظنا بها في أحد الأدراج. تركناه يهذي ويثرثر لفترة، ثم قام جوك هاستن ودون أن ينبس بحرف واحد بسحب الرسالة من الدرج ومدها لهيلي. قام هذا الأخير بقراءتها وفي الأخير قال: “حسنا لقد اتفقنا!” وهكذا كان. لقد كانوا يتفقون بالرسائل! كان هذا شيئا مميزا لهؤلاء الناس ولدماهم.
أتذكر أنه قبل سنوات كنت في باريس وكان لي حوار مع راوول، أحد أصدقائي وكان لومبرتيا. سألني إن كنت أوافق على مقابلة لومبرت. في الواقع لم أكن أود ذلك لكن بحكم الصداقة قبلت في النهاية، عندها اكتشفت أن لومبرت كان قد طرد أحد قادة تياره – سان جوست- ولم يكتفوا بطرده هو بل طردوا كل من حاول الدفاع عنه. لما اكتشفت هذا غضبت وأخبرت راوول أني لن أقابل لومبرت، قلت له: “كل من يتصرف بهذه الطريقة، لن يتمكن من بناء حزب ثوري ولو خلال ألف سنة”.
لكنهم جميعا كانوا يتصرفون بنفس الطريقة تماما. وهذا سبب آخر من أسباب انهيار الأممية الرابعة.
سؤال: إذا عدنا إلى موضوع الخلافات السياسية، ماذا كانت، باختصار، مواقف الحزب الشيوعي الثوري؟
تيد غرانت: باختصار، لقد توقعنا نحن حدوث مرحلة طويلة من الديمقراطية البرجوازية في أوروبا وقلنا أنه على الأممية الرابعة أن تحدد الخلاصات الضرورية وتتصرف على أساسها. أما قيادة الأممية فقد كان لديها منظور مرحلة الأنظمة البونابارتية الدكتاتورية في كل مكان والحروب والثورات. لقد كان هذا المنظور خاطئا تماما ويسراويا متطرفا. لقد ارتكبوا جميع الأخطاء التي يمكن تخيلها لأنهم رفضوا الاستماع لنا. إن التاريخ أبان أننا كنا على صواب وأنهم كانوا مخطئين بشكل يدعو إلى الرثاء في جميع القضايا.
لو أنهم استمعوا إلينا، لكانت الأمور سارت في اتجاه مختلف – لكن فقط إلى حد ما -. إن السبب الرئيسي لعدم نهوض الأممية كان هو العامل الموضوعي نفسه. لقد كنا مجبرين على السباحة ضد التيار لفترة طويلة، بل لمرحلة كاملة في واقع الحال، لكن كنا سوف نحافظ على الكوادر وعلى الحركة مجتمعة ونحضر لتحقيق إنجازات عندما تبدأ الظروف في التغير كما تغيرت وتتغير الآن.
سؤال: ماذا كان دور قادة الأممية؟
تيد غرانت: إنهم لم يكونوا في حجم المهام التاريخية. لقد سبق لماركس أن قال أنه زرع التنينات ولم يحصد سوى الذباب وهذا ما كان تروتسكي سيقوله هو أيضا. لقد كنا نفكر بالطريقة التالية: “حسنا، على الأقل سوف ينضجون في المستقبل” لكنهم لم يحققوا حتى هذا. إن بابلو وفرانك وماندل وكانون وهيلي وميتن، لم ينجحوا سوى في تحويل مسار الحركة وقيادتها من أزمة إلى أخرى، وفي النهاية دمروها.
بالطبع، يمكن لأي شخص أن يرتكب خطئا. لكنك عندما ترتكب خطئا ما يجب عليك أن تكون نزيها: يجب أن تعترف بأنك ارتكبت الخطأ وتتعلم منه. هذه كانت طريقة لينين وتروتسكي دائما. لكن هؤلاء الناس كانوا يرتكبون الخطأ تلو الآخر ولم يكونوا مستعدين مطلقا للاعتراف به، لهذا السبب كانوا يكرهون قيادة الحزب الشيوعي الثوري، حيث كانوا يعلمون أننا كنا على صواب ولم يكونوا يقبلون ذلك. إن ذلك كان يضر بكبريائهم الذي كانوا يضعونه فوق مصالح الحركة. ليس هنالك من شيء أكثر تدميرا من سياسة الكبرياء!
صحيح أن أي شخص يمكن أن يرتكب خطئا، لكنك إذا ارتكبت نفس الخطأ دائما ولم تصححه، لا يعود الأمر متعلقا بخطأ، بل بتوجه عضوي. وما لدينا هنا هو اتجاه عضوي: اتجاه برجوازي صغير، إذا ما أردنا تسمية الأمور بمسمياتها.
لقد تبنوا جميع التفاهات البرجوازية الصغرى، كالسحاقيات والمثليين جنسيا والقومية السوداء وعصابات المغاوير! ولم يعد لديهم أي اثر للأفكار القديمة. في الواقع، لم يعد البعض منهم، من قبيل الحزب العمالي الاشتراكي، حتى يطلق على نفسه إسم التيار التروتسكي. هذا هو انتقام التاريخ من سياسات وتصرفات قادة الحزب في الماضي!
لقد تخلى المانديليون الفرنسيون3 عن دكتاتورية البروليتاريا “أي عن الماركسية الثورية”. بل لقد عملوا على دعوة العمال الفرنسيين إلى التصويت لشيراك، خلال الانتخابات الرئاسية، باعتباره “أحلى الأمرين” في مواجهة لوبين. لابد أن العجوز يتقلب في قبره!
وطبعا إنهم يتفتتون إلى أشلاء في كل مكان.
سؤال: ماذا بقي إذن من الأممية الرابعة اليوم؟
تيد غرانت: لم يبقى هناك شيء، ما عدا أفكار وطرق وبرنامج وتقاليد تروتسكي، والمعارضة اليسارية، وهو ما لا يمكنك أن تجده إلا عند تيارنا: التيار الذي أسسناه والذي كان اسمه تيار: Militant (المناضل) والذي صار الآن: Socialist Appeal (النداء الاشتراكي) وmarxist.com.
لقد حافظنا على الراية مرفرفة. كان ذلك صعبا جدا، لكننا تمكنا من الحفاظ على أفكار ماركس وإنجلز ولينين وتروتسكي وأوصلناها إلى الجيل الجديد. إننا الوحيدون الذين قاموا بذلك. يمكنني أن أضيف أنني خلال الأربعين أو الخمسين سنة الماضية، قدمت إسهاما متواضعا لهذه الأفكار، أضفت إليها ووسعتها على قاعدة الخبرة.
إذا ما نظرنا الآن في أي مكان من العالم، سنجد أن العصب تعيش الضياع. إنهم غير محظوظين في التجميع، ومحظوظون في الإنشقاقات! ليس لديهم أي مستقبل على الإطلاق، لأنهم يفتقدون النظرية ولأنهم انفصلوا تماما عن المنظمات الجماهيرية للطبقة العاملة. إنهم مشغولون ببناء شبح “الأحزاب الجماهيرية الثورية” في السحاب. نحن نتمنى لهم الحظ السعيد بينما نودعهم ونواصل عملنا الجدي في بناء قوى التروتسكية الحقة، على المستوى الوطني والأممي.
سؤال: ما هي مخططاتك للمستقبل؟
تيد غرانت: حسنا، لسوء الحظ، لم اعد نشيطا كما كنت في السابق. لكني، كما ترى، لازلت شابا ولياقتي أفضل من أي وقت مضى وأنا متفائل بالمستقبل. لدينا عدد هائل من الكفاءات في صفوفنا اليوم، لا سواء على المستوى الوطني أو الأممي. إن مستقبل الأممية الرابعة هو مستقبلنا!
1 : تروتسكي
2 : تابع لبابلو
3 : العصبة الشيوعية الثورية- LCR. المترجم
عنوان النص بالإنجليزية:
The theoretical origins of the degeneration of the Fourth – Interview with Ted Grant