صباح يوم الجمعة الماضي [05 دجنبر 2008]، قام حوالي 300 عامل بمصنع (Republic Window & Door) في شيكاغو باحتلال المصنع مطالبين بمتأخرات أجورهم المستحقة على الشركة. هذه هي المرة الأولى منذ تأسيس نقابة CIO، سنوات الثلاثينات، التي يقوم فيها العمال باحتلال أماكن العمل. وفي الوقت الذي يضغط فيه أرباب العمل من أجل إلقاء أعباء الاقتصاد المأزوم على كاهل العمال، يعود الصراع الطبقي إلى الواجهة في الولايات المتحدة.
الثلاثمائة عامل، الذين أغلبهم من أصول أمريكية لاتينية، المنضوون تحت راية نقابة عمال الكهرباء المتحدين، بدءوا احتلالهم للمصنع في اليوم الأخير، قبل أن يغلق أرباب العمل المصنع. أعطت الشركة للعمال إعلاما بالإغلاق في مدة تقل عن 60 يوما، في ما يعتبر خرقا لقوانين العمل الفدرالية. صرحت الشركة أن أرباحها الشهرية تراجعت بحوالي 25 % لتصل إلى 2,9 مليون دولار. لكن الشركة واصلت تلبية الطلبيات خلال اليوم الأخير المقرر لعملية، مما جعل العمال يشككون في الحاجة إلى إغلاق المعمل.
قالت إدارة المعمل للعمال أنه من الضروري إغلاق المعمل من أجل الحصول على قروض من مقرضها الرئيسي، أي بنك أمريكا. اعتصم عمال UE أمام مقر بنك شيكاغو يوم الثالث من دجنبر الماضي. وبالرغم من pledges من جانب البنك وإدارة المصنع من أجل تنظيم لقاء يوم الجمعة مع UE local 1110 (United Electrical, Radio and Machine Workers of America) من أجل نقاش مسألة المتأخرات وغيرها من القضايا، فإن هذا اللقاء ألغي لأن إدارة المصنع لم تحضر. وقد رد العمال باحتلالهم للمصنع.
بنك أمريكا واحد من الأبناك الكبرى العديدة التي استفادت من منحة 700 مليار دولار التي صادق عليها الحزبان الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس خلال شهر أكتوبر الماضي. كما أنها لقيت الدعم من طرف كل من أوباما وماك كين. لكن وبالرغم من حصولهم على ملايير الدولارات من أموال دافعي الضرائب، الذين هم عمال في أغلبيتهم الساحقة، فإن أصحاب الأبناك يرفضون استخدام المال العمومي في خدمة أي شيء آخر ما عدا أرباحهم الخاصة. هذه إحدى حقائق الواقع الرأسمالية المؤلم!
الوجه الآخر لهذا الواقع هو أنه من غير الممكن الحصول على أي تنازل ذي معنى من جانب الرأسماليين، ولو شيئا أساسيا من قبيل دفع المتأخرات، إلا من خلال الصراع الطبقي. علينا أن نطرح السؤال التالي: بما أن بنك أمريكا ’ملئ‘ بأموال عمومية، لماذا لا يتم تحويله إلى ملك عمومي؟ وبما أن مصنع Republic يتلقى الدعم العمومي، فإنه يجب استخدام هذه الأموال من أجل استمرار اشتغال المصنع وإبقاء العمال في وظائفهم. وإذا لم يعد هناك أي مجال لأرباب العمل لمواصلة تحقيق الأرباح، فليتم تحويل المصنع إلى ملكية عمومية ووضعه تحت رقابة العمال، فلنطرد أرباب العمل بدون تعويض ولنقضي على دافع الربح. وفي الوقت نفسه، تعتبر الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها لعمال UE الحصول على متأخرات الأجور المستحقة لهم هي عبر مواصلتهم احتلال المصنع إلى حين أن تستجيب الإدارة وبنك امريكا. للقيام بهذا يحتاج عمال UE إلى الدعم الكامل من جانب الحركة العمالية بأسرها.
إن هذا الاعتصام المصاحب باحتلال المصنع مثال يحتذى بالنسبة لملايين العمال في كل الولايات المتحدة الأمريكية، والذين يواجهون موجة متصاعدة من عمليات التسريح والإغلاقات والاقتطاعات من الأجور والمكافئات. لقد بدأ فعلا تنظيم مسيرات تضامنية في منطقة شيكاغو. يتوجب الآن على نقابتي AFL-CIO و Change to Win أن تعبئا الحركة العمالية على الصعيد الوطني من أجل دعم عمال مصنع Republic. إن أية صفعة لواحد هي صفعة للجميع!
إن رابطة العمال الأممية تضم صوتها إلى صوت مساندي عمال UE local 1110. إننا ندعو قراءنا والمتعاطفين معنا إلى بعث رسائل التضامن إلى عمال UE Local 1110 ودعوة نقاباتنا إلى المصادقة على توصيات تضامنية وتنظيم أنشطة تضامنية معهم.
يمكنكم بعث رسائل التضامن إلى UE Local 1110 على البريد الالكتروني التالي: leahfried@gmail.com
دافيد ماي، الولايات المتحدة
الاثنين: 08 دجنبر 2008
مقاطع فيديو
عنوان النص بالإنجليزية: