نٌشر هذا البيان أمس على صفحة رفاقنا في مصر، النداء الاشتراكي. نعلن تضامننا الكامل مع محمد زهران، وكل الطبقة العاملة المصرية، ونطالب بالافراج الفوري عنه.
تم إلقاء القبض -منذ عدة أيام- على محمد زهران، مؤسس تيار استقلال المعلمين، والإتحاد الوطني للمعلمين المصريين -الذي كان يسعى أن يكون كيان موازٍ للنقابة الرسمية الموالية للنظام-، من منزله. نعلن تضامننا الكامل مع محمد زهران، وكل العمال والنقابيين في سجون الديكتاتورية العسكرية، ونطالب بالإفصاح عن مكان احتجازه وحالته الصحية، وبالإفراج الفوري عنه دون قيد أو شرط، ونحمل الدولة المسؤولية كاملة عن حياته وصحته.

محمد زهران هو نقابي كبير خاض كثير من المعارك طوال حياته، يحظى بشعبية كبيرة بين زملائه وزميلاته الذين عاش وسطهم ودافع عنهم. لم تقتصر معاركه على الدفاع عن ظروف عمل المعلمين وأجورهم ومستويات معيشتهم فقط، وإنما امتدت للدفاع عن تطوير التعليم ومحاربة الفساد المستشري في مجال التعليم، وهو ما دفعه لمجابهة خطط النظام، متمثلاً في وزارة التربية والتعليم، التي أدت لمزيد من التخريب في المنظومة التعليمية.
حمل محمد زهران، منذ سنوات طويلة، على كتفيه مهمة تنظيم المعلمين ومجابهة سيطرة الدولة على نقابة المعلمين، والدفع من أجل إصلاح وتطوير منظومة التعليم لجعلها في صالح الطلاب وأسرهم والمعلمين، وليس لصالح أصحاب المدارس والكليات الخاصة ومجمعات الدروس الخصوصية كما هى الآن. وهو ما عرضه لكثير من المضايقات، بدء بمحاولة إيقافه وفصله من العمل ووصولاً لاعتقاله عدة مرات.
إن ما يحدث مع محمد زهران الآن هو دليل جديد، يضاف إلى سجل حافل بالأدلة والجرائم، على عداء الديكتاتورية الحاكمة للطبقة العاملة وعدم تسامحها مع أي محاولة جادة من قبل الطبقة العاملة للتنظم والدفاع عن نفسها وظروف معيشتها. كما يبين مهزلة ما يطلق عليه “الحوار الوطني”، الذي كان حتى محمد زهران نفسه ممثل المعلمين فيه، ورغم ذلك لم يحميه هذا من الاعتقال وبطش النظام.
ولكنه يبين في نفس الوقت بداية الصحوة بين الجماهير والعمال المصريين، والتي تدفع تيار الاستقلال في عدد من النقابات بأن يطل برأسه من جديد بعد سنوات من التجريف المنظم للنقابات.
إن الأزمة تلقي بثقلها على أكتاف الجماهير المصرية، وهو ما دفع بالحركة النقابية أن تفيق من سُباتها الذي أدخلتها فيه همجية الديكتاتورية العسكرية الحاكمة.
إن المطالبة بالإفراج عن محمد زهران هو واجب كل العمال والعاملات، والمنظمات والأحزاب اليسارية، وندعو الجميع للانضمام إلينا في تلك الدعوة.
ولكنه قبل كل شيء واجب نقابة المعلمين، التي ينتمي إليها محمد زهران. لا يجب أن يقتصر ذلك على تيار استقلال المعلمين، بل يجب الضغط على قيادة نقابة المعلمين، ليس فقط لإصدار بيان رسمي من النقابة للمطالبة بالإفراج عن محمد زهران، ولكن للعمل من أجل خطوات جادة للضغط على النظام حتى يعود محمد زهران لأسرته وزملائه وزميلاته، ويكمل مهمته في الدفاع عن المعلمين وتطهير نقابتهم، لكي تصبح نقابة للمعلمين حقًا، تدافع عنهم وتدفع من أجلهم كل جور وظلم، وليس أن تكون حصن وأداة للفساد والرجعية والتخلف في مواجهة المعلمين كما هي الآن.
الحرية لمحمد زهران!
الحرية لكل العمال والعاملات!
الحرية للمعتقلين السياسيين!
من أجل حرية العمل النقابي!
من أجل تطهير النقابات!
تسقط الديكتاتورية العسكرية الحاكمة!
النداء الاشتراكي – مصر
12/9/2023